بعد العاصفة



أتحبيني بعد الذي كانا ...إني أحبكِ رغم ماكانا
ماضيكِ لاأنوي إثارته ....حسبي بأنكِ هاهنا الآنَ
تتبسمن وتمسكين يدي... فيعود شكي فيكِ إيمانا
عن أمسِ لاتتكلمي أبدا..... وتألقي شعرا وأجفانا
أخطاؤكِ الصغرى أمر بها..... وأحول الأشواك ريحانا
لولا المحبةَ في جوانحهِ.... ماأصبح الإنسان إنسانا
عامٌ مضى وبقيتِ غاليةً ...لاهنتِ أنت ولا الهوى هانا
إني أحبكِ كيف يمكنني.... أن أشعل التاريخ نيرانا
وبه معابدنا، جرائدنا........ أقداح قهوتنا زوايانا
طفلين كنا في تصرفنا ......وغرورنا وظلال دعوانا
كلماتنا الرعناءُ مضحكة..... ماكان أغباها وأغبانا
فلكم ذهبتِ وأنت غاضبةٌ..... ولكم قسوتُ عليك احيانا
ولربما انقطعت رسائلنا ....ولربما انقطعت هدايانا
مهما غلونا في عداوتنا..... فالحب أكبر من خطايانا
عيناك نيسانان كيف أنا .....أغتال في عينيك نيسانا
قدر علينا أن نكون معا .....ياحلوتي رغم الذي كانا
إن الحديقة لاخيار لها....... إن أطلعت ورقا وأغصانا
هذا الهوى ضوءٌ بداخلنا...... ورفيقنا ورفيق نجوانا
طفل نداريه ونعبده مهما...... بكى معنا وأبكانا
أحزاننا منه ونسأله .........لو زادنا دمعا وأحزانا
هاتي يديك فأنت زنبقتي.... وحبيبتي رغم الذي كانا

(نزار قباني)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق