يوميات رجل مهزوم



لم يحدث أبداً أن أحببت بهذا العمق

لم يحدث .. لم يحدث أبداً

أني سافرت مع امرأة .. لبلاد الشوق

كالرعد الغاضب أو كالبرق

فأنا في الماضي لم أعشق

بل كنت أمثل دور العشق

لم يحدث أبداً

أن أوصلني حب امرأة حتى الشنق

لم أعرف قبلك واحدة

غلبتني ..أخذت أسلحتي

هزمتني.. داخل مملكتي

نزعت عن وجهي أقنعتي

لم يحدث أبداً سيدتي

أن ذقت النار.. وذقت الحرق





كوني واثقة سيدتي


سيحبك الآف غيري


وستستلمين بريد الشوق


لكنك .. لن تجدي بعدي


رجلاً يهواك بهذا الصدق


لن تجدي أبداً


لا في الغرب..و لا في الشرق






نزار قباني

خارج صدري



خارج صدري

أنت لا توجدين

خارج عشقي .. أنت سلطانة
مخلوعة
في الأرض لا تحكمين
أنا الذي
سواك إنسانة
فكور الثدي .. وصاغ الجبين
لولا كتاباتي .. ولولا يدي
لولاهما .. من أنت في العالمين ؟
رابية ماتت عصافيرها
لا تنبت الدفلى ، ولا الياسمين
خارج صدري
أنت مفقودة
خارج شِعري .. أنت مجهولةٌ
مدفونة تحت جليد السنين
مليكة .. كنت معي دائما
وصرت بعدي
صرت كالآخرين

(نزار قباني)

نعم صرت كالاخرين ليس اكثر وانما كالاخرين

ارشيف السيده مايا



مايا لها إبْطانِ يخترعانِ عِطْرَهُما..
في انحناءات الشُعُورِ..
وأرسو كلَّ ثانيةٍ على أرضٍ جديدَهْ..
مايا تقولُ بأنني الذَكَرُ الوحيدُ..
وإنها الأُنثى الوحيدَهْ..
وأنا أصدّق كلَّ ما قال النبيذُ....
وكلَّ ما قالتهُ مايا...
مايا لها نَهْدَانِ شَيْطَانَانِ هَمُّهُمَا مخالفةُ الوصايا..
وماكرةٌ .. وطاهرةٌ..
وتحلو حين ترتكبُ الخَطَايا...
الحرُّ في تَمُّوزَ يجلدني على ظَهْري..
فكيف يمارسُ الانسان فنَّ الحبّ في عِزِّ الظهيرَهْ؟
والموتَ في عِزِّ الظهيرَهْ.؟
وتروي لي النوادرَ والحكايا..
وحاضرةً.. وغائبةً..
وواضحةً.. وغامضةً..
فَتَخْذِلُني يَدَايَا..
مايا مُبَلَّلَةٌ وطازَجةٌ كتُفَّاحِ الجبالِ..
وعند تَقَاطُع الخُلْجَان قد سَالَتْ دِمايا..
مايا تكرِّرُ أنها ما لامستْ أحداً سوايا..
وأنا أصدِّق كلَّ ما قالَ النبيذُ
*****
مايا تقولُ بأنها امرأتي..
ومالكتي..
ومملكتي..
وتحلفُ أنّها ما ضاجعتْ أحداً سوايا..
وأنا أصدِقُ كلَّ ما قالَ النبيذُ..
ورُبْعَ ما قالتْه مايا..
والتوابلُ..
والبَهَارْ..
هذا النبيذُ أساءَ لي جدّاً...
وأَنْساني بداياتِ الحوارْ..
فَمَتى سأتّخذُ القرارْ.؟
*****
مايا تُغنّي من مكانٍ ما..
ولا أدري على التحديد أينَ مكانُ مايا..
كانَتْ وراءَ سِتَارة الحمَّام ساطعةً كلؤلؤةٍ..
وحوَّلَها النبيذُ إلى شظايا...
****
مايا تقولُ بأنها امرأتي..
ومالكتي..
ومملكتي..
وتحلفُ أنّها ما ضاجعتْ أحداً سوايا..
وأنا أصدِقُ كلَّ ما قالَ النبيذُ..
ورُبْعَ ما قالتْه مايا..
(نزار قباني)


الى امرأة




كنت أدخن مائة سيجارة في اليوم .. واليوم أقلعت عن الانتحار ببطولة
ولكني أحاول الإقلاع عن تدخين امرأة واحدة فلا أستطيع ...امرأة مطفأة الذكاء 
غبية في قمة الغباء 
هل ممكن أن تبلغي سبعاً وعشرين سنه؟ 
ولا تزالين تعيشين على هوامش التاريخ والأشياء 
هل ممكن.....
أيتها الساذجة، السطحية، الحمقاء 
هل ممكن أن تجهلي....... 
أني الذي أسس جمهورية النساء؟؟ 
(نزار قباني)

الا تجلسين




ألا تجلسين قليلاً ..
 ألا تجلسين ؟ 
فإن القضية أكبر منك .. وأكبر مني
 كما تعلمين......
 وما كان بيني وبينك
 لم يك نقشاً على وجه ماء،
 ولكنه كان شيئاً كبيراً
كبيراً ......
كهذي السماء...
 فكيف بلحظة ضعف نريد اغتيال السماء ؟

ألا تجلسين لخمس دقائق أخرى ؟
ففي القلب شيء كثير .. وحزن كثير .
وليس من السهل قتل العواطف في لحظات...
 وإلقاء حبك في سلة المهملات
 فإن تراثاً من الحب ، والشعر ، والحزن ،والخبز ، والملح ، والتبغ ، والذكريات
 يحاصرنا من جميع الجهات
فليتك تفتكرين قليلاً بما تفعلين...
 فإن القضية أكبر منك .. وأكبر مني
كما تعلمين
أنا لا أحاول رد القضاء .
ولكنني أشعر الآن أن التشنج ليس علاجاً لما نحن فيه
وأن الحماقة ليست طريق اليقين...
 وأن الشؤون الصغيرة بيني وبينك
ليست تموت بتلك السهوله...
 وأن المشاعر لا تتبدل مثل الثياب الجميله
  
أنا لا أحاول تغيير رأيك
إن القرار قراراك طبعاً ....
ولكنني أشعر الآن ، أن جذورك...
 تمتد في القلب ،ذات الشمال
وذات اليمين،،
فكيف نفك حصار العصافير ،والبحر ، والصيف ، والياسمين ؟...
 وكيف نقص بثانيتين
 شريطاً غزلناه في عشرات السنين ؟

أنا لست ضد رحيلك ..
لكن ..تذكرت أن السماء ملبدة بالغيوم
وأخشى عليك سقوط المطر..
فماذا يضيرك لو تجلسين لحين انقطاع المطر ؟...
 وماذا يضيرك لو تضعين قليلاً من الكحل فوق جفونك
أنت بكيت كثيراً ..ومازال وجهك - رغم اختلاط دموعك بالكحل -مثل القمر...

أنا لست ضد رحيلك .
 لكن ..لدي اقتراح بأن نقرأ الآن شيئاً من الشعر
عل قليلاً من الشعر .. يكسر هذا الضجر...
تقولين إنك لا تعجبين بشعري !!
سأقبل هذا التحدي الجديد بكل برود
 وكل صفاء
وأذكر كم كنت تحتفلين بشعري .
وتحتضنين حروفي صباح مساء....
وأضحك من نزوات النساء..
فليتك ، سيدتي ، تجلسين فإن القضية أكبر منك...
وأكبر مني كما تعلمين،
 أما زلت غضبى ؟
 إذن سامحيني ..فأنت حبيبة قلبي على أي حال
سأفرض أني تصرفت مثل جميع الرجال
ببعض الخشونه ..وبعض الغرور
فهل ذاك يكفي لقطع جميع الجسور ؟
وإحراق كل الشجر

أنا لا أحاول رد القضاء
ورد القدر،
ولكنني أشعر الآن أن اقتلاعك من عصب القلب صعب
وإعدام حبك صعب ....
وعشقك صعب .. وكرهك صعب
وقتلك حلم بعيد المنال....
فلا تعلني الحرب ...
 إن الجميلات لا تحترفن القتال...
 ولا تطلقي النار ذات اليمين ، وذات الشمال
 ففي آخر الأمر ..
 لن تستطيعي اغتيال جميع الرجال
نزار قباني

بعد العاصفة



أتحبيني بعد الذي كانا ...إني أحبكِ رغم ماكانا
ماضيكِ لاأنوي إثارته ....حسبي بأنكِ هاهنا الآنَ
تتبسمن وتمسكين يدي... فيعود شكي فيكِ إيمانا
عن أمسِ لاتتكلمي أبدا..... وتألقي شعرا وأجفانا
أخطاؤكِ الصغرى أمر بها..... وأحول الأشواك ريحانا
لولا المحبةَ في جوانحهِ.... ماأصبح الإنسان إنسانا
عامٌ مضى وبقيتِ غاليةً ...لاهنتِ أنت ولا الهوى هانا
إني أحبكِ كيف يمكنني.... أن أشعل التاريخ نيرانا
وبه معابدنا، جرائدنا........ أقداح قهوتنا زوايانا
طفلين كنا في تصرفنا ......وغرورنا وظلال دعوانا
كلماتنا الرعناءُ مضحكة..... ماكان أغباها وأغبانا
فلكم ذهبتِ وأنت غاضبةٌ..... ولكم قسوتُ عليك احيانا
ولربما انقطعت رسائلنا ....ولربما انقطعت هدايانا
مهما غلونا في عداوتنا..... فالحب أكبر من خطايانا
عيناك نيسانان كيف أنا .....أغتال في عينيك نيسانا
قدر علينا أن نكون معا .....ياحلوتي رغم الذي كانا
إن الحديقة لاخيار لها....... إن أطلعت ورقا وأغصانا
هذا الهوى ضوءٌ بداخلنا...... ورفيقنا ورفيق نجوانا
طفل نداريه ونعبده مهما...... بكى معنا وأبكانا
أحزاننا منه ونسأله .........لو زادنا دمعا وأحزانا
هاتي يديك فأنت زنبقتي.... وحبيبتي رغم الذي كانا

(نزار قباني)

رصاصة الرحمة




يوما ما احببت فتاة...عامين من حياتي مضت معها وكنت احبها بكل جوانحي وتخليت عن الكثير في حياتي من اجلها..ويوما ما بعد عامين اكتشفت انها خائنة وانها على علاقة مع غيري في نفس الوقت ..تركتها وقررت بان لايدخل حياتي امرأة بعدها فالخيانة اصعب شيء ممكن ان يحدث...ومن ثم جاءت فتاة اخرى تحمل معها طوق النجاة ...واخبرتها بالحقيقة وقلت لها القصة ...قلت لها الحقيقة وما حصل فكانت اجابتها اني احبك ولا اهتم لماضيك...واليوم قرأت هذه القصيدة اعجبتني واهديها لها لانها فعلا اجمل بكل معنى الكلمة واجمل حتى في قلبها الكبير النظيف وحبها النقي الصافي واقول لتلك الخائنة ان صلاحيتك هي التي انتهت وليست صلاحية كلامي وشعري ونثري ...فالي من تعرف نفسها مع حبي قصيدة رصاصة الرحمة ( ليس كل القصيدة فقط ما يصفك فيه).
رصاصة الرحمة
مثلما تطرد الغيوم الغيوما... الغرام الجديد يمحو القديما
قضي الأمر والتقيت بأخرى... والسماء استعدتُها والنجوما
لاتموت الخيول بردا وجوعا...... إن للعاشقين ربا رحيما
إنتهت أزمتي وفُكت قيودي..... بعدما كنت قاصرا ويتيما
وكسرت احتكار عينيك بالعنــف .....وأنقذتُ جيشيَ المهزوما
فإذا أنت حائط أثري .......والرسوم العَليه لسن رسوما
ياأنانية الشفاه أعذريني...... لايظل الحليم دوما حليما
جاء يوم الحساب بعد انتظار..... وتحديتُ مجدك المزعوما
إنني عاشقُ سواكِ وعندي .....أمرأةٌ بدلت جحيمي نعيما
هي أحلى وجها وأطيب نفسا ....وهي أشهى عطرا وأزكى شميما
مااسمها؟من تكون؟تلك شؤوني.... فاقطري غيرة وفيضي سموما
ليس قصدي إذلال عينيك لكن..... جاء دوري لكي أكون حبيبا..
(نزار قباني)