برغم جميع خلافاتنا
 برغم اختلاف مناخاتنا
 برغم سقوط المطر
برغم استعادة كل الهدايا .. وكل الصور
 برغم الإناء الجميل الذي قلت عنه.. انكسر
برغم رتابة ساعاتنا
 برغم الضجر
فلا زلت أؤمن أن القدر
 يصر على جمع أجزائنا
 ويرفض كل اتهاماتنا
 ******
 برغم خريف علاقاتنا
برغم النزيف بأعماقنا وإصرارنا
 على وضع حد لمأساتنا بأي ثمن
  برغم جميع ادعاءاتنا
 بأنيَ لن
 وأنكِ لن
 فإني أشك بإمكاننا
 فنحن برغم خلافاتنا
 ضعيفان في وجه أقدارنا
  شبيهان في كل أطوارنا
  دفاترنا .. لون أوراقنا
  وشكل يدينا .. وأفكارنا
  فحتى نقوش ستاراتنا
  وحتى اختيار اسطواناتنا
  دليل عميق
 على أننا
 رفيقا مصير .. رفيقا طريق
 برغم جميع حماقاتنا



أعترف لك يا سيدتي.. 
أنك كنت امرأةً إستثنائيه 
وأن غبائي كان استثنائياً... 
فاسمحي لي أن أتلو أمامك فعل الندامه 
عن كل مواقف الحكمة التي صدرت عني.. 
فقد تأكد لي.. 
بعدما خسرت السباق.. 
وخسرت نقودي.. 
وخيولي.. 
أن الحكمة هي أسوأ طبقٍ نقدمه.. 
لامرأةٍ نحبها....
(نزار قباني)...
نعم الحكمة هي اسوأ طبق نقدمه....لامرأة نحبها .. فنتبع الحكمة الزائفة وندعي الكبرياء وامور اخرى نعزي بها انفسنا وننسى مافي قلوبنا فنخسر اعز من نحب..واجمل مافي الحياة هو ان تجد هذا الحب...

قارئة الفنجان

فنجانك دنيا مرعبةٌ
وحياتك أسفارٌ وحروب..
ستحب كثيراً يا ولدي..
وتموت كثيراً يا ولدي
وستعشق كل نساء الأرض..
وترجع كالملك المغلوب
***
بحياتك يا ولدي امرأةٌ
عيناها، سبحان المعبود
فمها مرسومٌ كالعنقود
ضحكتها موسيقى و ورود
والشعر الغجري المجنون يسافر في كل الدنيا
قد تغدو امرأة ياولدي يهواها القلب هي الدنيا..
**
لكن سماءك ممطرةٌ..
وطريقك مسدودٌ.. مسدود
فحبيبة قلبك.. يا ولدي
نائمةٌ في قصرٍ مرصود
والقصر كبيرٌ يا ولدي
وكلابٌ تحرسه.. وجنود
وأميرة قلبك نائمةٌ..
من يدخل حجرتها مفقود..
من يطلب يدها..
من يدنو من سور حديقتها.. مفقود
من حاول فك ضفائرها..
يا ولدي..
مفقودٌ.. مفقود
*****
ستفتش عنها يا ولدي في كل مكان
وستسأل عنها موج البحر وستسأل فيروز الشطآن
وتجوب بحاراً وبحارا .. وتفيض دموعك أنهارا
وسيكبر حزنك حتى يصبح أشجارا
وسترجع يوماً يا ولدي
مهزوماً مكسور الوجدان
وستعرف بعد رحيل العمر
بأنك كنت تطارد خيط دخان
فحبيبة قلبك يا ولدي
ليس لها أرض أو وطن أو عنوان
ما أصعب أن تهوى امرأة يا ولدي
ليس لها عنوان
(نزار قباني) ...رشدي

يوميات رجل مهزوم



لم يحدث أبداً أن أحببت بهذا العمق

لم يحدث .. لم يحدث أبداً

أني سافرت مع امرأة .. لبلاد الشوق

كالرعد الغاضب أو كالبرق

فأنا في الماضي لم أعشق

بل كنت أمثل دور العشق

لم يحدث أبداً

أن أوصلني حب امرأة حتى الشنق

لم أعرف قبلك واحدة

غلبتني ..أخذت أسلحتي

هزمتني.. داخل مملكتي

نزعت عن وجهي أقنعتي

لم يحدث أبداً سيدتي

أن ذقت النار.. وذقت الحرق





كوني واثقة سيدتي


سيحبك الآف غيري


وستستلمين بريد الشوق


لكنك .. لن تجدي بعدي


رجلاً يهواك بهذا الصدق


لن تجدي أبداً


لا في الغرب..و لا في الشرق






نزار قباني

خارج صدري



خارج صدري

أنت لا توجدين

خارج عشقي .. أنت سلطانة
مخلوعة
في الأرض لا تحكمين
أنا الذي
سواك إنسانة
فكور الثدي .. وصاغ الجبين
لولا كتاباتي .. ولولا يدي
لولاهما .. من أنت في العالمين ؟
رابية ماتت عصافيرها
لا تنبت الدفلى ، ولا الياسمين
خارج صدري
أنت مفقودة
خارج شِعري .. أنت مجهولةٌ
مدفونة تحت جليد السنين
مليكة .. كنت معي دائما
وصرت بعدي
صرت كالآخرين

(نزار قباني)

نعم صرت كالاخرين ليس اكثر وانما كالاخرين

ارشيف السيده مايا



مايا لها إبْطانِ يخترعانِ عِطْرَهُما..
في انحناءات الشُعُورِ..
وأرسو كلَّ ثانيةٍ على أرضٍ جديدَهْ..
مايا تقولُ بأنني الذَكَرُ الوحيدُ..
وإنها الأُنثى الوحيدَهْ..
وأنا أصدّق كلَّ ما قال النبيذُ....
وكلَّ ما قالتهُ مايا...
مايا لها نَهْدَانِ شَيْطَانَانِ هَمُّهُمَا مخالفةُ الوصايا..
وماكرةٌ .. وطاهرةٌ..
وتحلو حين ترتكبُ الخَطَايا...
الحرُّ في تَمُّوزَ يجلدني على ظَهْري..
فكيف يمارسُ الانسان فنَّ الحبّ في عِزِّ الظهيرَهْ؟
والموتَ في عِزِّ الظهيرَهْ.؟
وتروي لي النوادرَ والحكايا..
وحاضرةً.. وغائبةً..
وواضحةً.. وغامضةً..
فَتَخْذِلُني يَدَايَا..
مايا مُبَلَّلَةٌ وطازَجةٌ كتُفَّاحِ الجبالِ..
وعند تَقَاطُع الخُلْجَان قد سَالَتْ دِمايا..
مايا تكرِّرُ أنها ما لامستْ أحداً سوايا..
وأنا أصدِّق كلَّ ما قالَ النبيذُ
*****
مايا تقولُ بأنها امرأتي..
ومالكتي..
ومملكتي..
وتحلفُ أنّها ما ضاجعتْ أحداً سوايا..
وأنا أصدِقُ كلَّ ما قالَ النبيذُ..
ورُبْعَ ما قالتْه مايا..
والتوابلُ..
والبَهَارْ..
هذا النبيذُ أساءَ لي جدّاً...
وأَنْساني بداياتِ الحوارْ..
فَمَتى سأتّخذُ القرارْ.؟
*****
مايا تُغنّي من مكانٍ ما..
ولا أدري على التحديد أينَ مكانُ مايا..
كانَتْ وراءَ سِتَارة الحمَّام ساطعةً كلؤلؤةٍ..
وحوَّلَها النبيذُ إلى شظايا...
****
مايا تقولُ بأنها امرأتي..
ومالكتي..
ومملكتي..
وتحلفُ أنّها ما ضاجعتْ أحداً سوايا..
وأنا أصدِقُ كلَّ ما قالَ النبيذُ..
ورُبْعَ ما قالتْه مايا..
(نزار قباني)


الى امرأة




كنت أدخن مائة سيجارة في اليوم .. واليوم أقلعت عن الانتحار ببطولة
ولكني أحاول الإقلاع عن تدخين امرأة واحدة فلا أستطيع ...امرأة مطفأة الذكاء 
غبية في قمة الغباء 
هل ممكن أن تبلغي سبعاً وعشرين سنه؟ 
ولا تزالين تعيشين على هوامش التاريخ والأشياء 
هل ممكن.....
أيتها الساذجة، السطحية، الحمقاء 
هل ممكن أن تجهلي....... 
أني الذي أسس جمهورية النساء؟؟ 
(نزار قباني)

الا تجلسين




ألا تجلسين قليلاً ..
 ألا تجلسين ؟ 
فإن القضية أكبر منك .. وأكبر مني
 كما تعلمين......
 وما كان بيني وبينك
 لم يك نقشاً على وجه ماء،
 ولكنه كان شيئاً كبيراً
كبيراً ......
كهذي السماء...
 فكيف بلحظة ضعف نريد اغتيال السماء ؟

ألا تجلسين لخمس دقائق أخرى ؟
ففي القلب شيء كثير .. وحزن كثير .
وليس من السهل قتل العواطف في لحظات...
 وإلقاء حبك في سلة المهملات
 فإن تراثاً من الحب ، والشعر ، والحزن ،والخبز ، والملح ، والتبغ ، والذكريات
 يحاصرنا من جميع الجهات
فليتك تفتكرين قليلاً بما تفعلين...
 فإن القضية أكبر منك .. وأكبر مني
كما تعلمين
أنا لا أحاول رد القضاء .
ولكنني أشعر الآن أن التشنج ليس علاجاً لما نحن فيه
وأن الحماقة ليست طريق اليقين...
 وأن الشؤون الصغيرة بيني وبينك
ليست تموت بتلك السهوله...
 وأن المشاعر لا تتبدل مثل الثياب الجميله
  
أنا لا أحاول تغيير رأيك
إن القرار قراراك طبعاً ....
ولكنني أشعر الآن ، أن جذورك...
 تمتد في القلب ،ذات الشمال
وذات اليمين،،
فكيف نفك حصار العصافير ،والبحر ، والصيف ، والياسمين ؟...
 وكيف نقص بثانيتين
 شريطاً غزلناه في عشرات السنين ؟

أنا لست ضد رحيلك ..
لكن ..تذكرت أن السماء ملبدة بالغيوم
وأخشى عليك سقوط المطر..
فماذا يضيرك لو تجلسين لحين انقطاع المطر ؟...
 وماذا يضيرك لو تضعين قليلاً من الكحل فوق جفونك
أنت بكيت كثيراً ..ومازال وجهك - رغم اختلاط دموعك بالكحل -مثل القمر...

أنا لست ضد رحيلك .
 لكن ..لدي اقتراح بأن نقرأ الآن شيئاً من الشعر
عل قليلاً من الشعر .. يكسر هذا الضجر...
تقولين إنك لا تعجبين بشعري !!
سأقبل هذا التحدي الجديد بكل برود
 وكل صفاء
وأذكر كم كنت تحتفلين بشعري .
وتحتضنين حروفي صباح مساء....
وأضحك من نزوات النساء..
فليتك ، سيدتي ، تجلسين فإن القضية أكبر منك...
وأكبر مني كما تعلمين،
 أما زلت غضبى ؟
 إذن سامحيني ..فأنت حبيبة قلبي على أي حال
سأفرض أني تصرفت مثل جميع الرجال
ببعض الخشونه ..وبعض الغرور
فهل ذاك يكفي لقطع جميع الجسور ؟
وإحراق كل الشجر

أنا لا أحاول رد القضاء
ورد القدر،
ولكنني أشعر الآن أن اقتلاعك من عصب القلب صعب
وإعدام حبك صعب ....
وعشقك صعب .. وكرهك صعب
وقتلك حلم بعيد المنال....
فلا تعلني الحرب ...
 إن الجميلات لا تحترفن القتال...
 ولا تطلقي النار ذات اليمين ، وذات الشمال
 ففي آخر الأمر ..
 لن تستطيعي اغتيال جميع الرجال
نزار قباني